لا تترك الشر يفترس اولادك
يشوع 15:24 وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ
استيقظت الأم مذعورة من نومها فقد حلمت حلماً مفزعاً بأنها فقدت أبنها البالغ من العمرتسع سنوات إثر مرض مزمن ، فقد كانت تصرخ في الحلم بأن الله يعطي أبنها فرصة ثانية لكي يعيش. ابتهجت الأم عندما ذهبت الى سرير أبنها ووجدته نائم وشكرت الرب أن هذا حلم فقط ، حاولت الأم أن تنام مرة أخرى لكنها لم تستطع.
جلست الأم وهي تفكر وتفكر في مستقبل أبنها وكيف توفر له كل سُبل الراحة و تسعده ، لكنها أنتبهت إلى هذا الحلم ماذا لو كان هذا حقيقي هل أبنها سوف يذهب إلى السماء ؟؟؟ أم لا ؟
استيقظ أبنها من النوم وقبل الذهاب إلى المدرسة طلبت أمه بأن يجلس ويصلي ويقرأ جزء صغير من الكتاب المقدس معها ، لكن الأبن رفض وقال لها : ليس لدينا وقت فقد يذهب عني باص (اتوبيس) المدرسة وأخذ الأبن شنطتة المدرسية وغادر البيت.
عزمت الأم بأن تصلي مع ابنها وحاولت أن تقتنص كل فرصة لكي تحكي له قصة من الكتاب المقدس أو أن تصلي معه لكنه كان يرفض يوماً فيوماً ولا يرغب ، اندهشت الأم فكيف أن ابنها هذا الذي تعتقد أنه مازال صغيراً لكن اصبحت له شخصيته المستقلة بنفسه ، فكان ابنها يريد فقط الجلوس امام الكمبيوتر أو التلفزيون أو اللعب مع اصدقائه أو المذاكرة وهذه هي كل حياته.
ادركت هذه الأم المؤمنة مدى الخطورة لأبنها ، وكيف أنها تهدر وقتها الثمين في أشياء فارغة وتركت ابنها للعالم الشرير هكذا ، أنها تريد أن تضمن لأبنها الحياة الأبدية وأن يكون له محبة للمسيح والعشرة معه وأن يحياه ، ، صلت الأم بحرارة وطلبت معونة الرب لها وأن ابنها يقبل المسيح في حياته.
احضرت الأم بعض الهدايا البسيطة لأبنها وقامت بتحضير قصة من الكتاب المقدس وبطريقة شيقة وفي هذه المرة استطاعت أن تجلس مع ابنها وتسرد له القصة وقدمت الهدف الروحي ثم صليا معاً ، لم تتأخر الأم أو تؤجل هذه الجلسة ففي اليوم الثاني قامت بنفس الطريقة وقدمت لأبنها رسالة خلاصية وكيف أن المسيح يحبنا ويغفر كل خطية ونحن لابد أن يكون لنا قلب جديد ونقي و نسلم حياتنا له ثم صليا ، سلم الأبن حياته للمسيح وأصبح ابناً لله وطلب من الرب أن يغفر كل خطية وسلوك غير جيد فيه ، هكذا استمرت الأم كل يوم ولم تهمل هذه الفرصة الصلاة مع ابنها مهما كان المعطل.
شعرت الأم بالأطمئنان وبالسعادة جداً ولأول مرة تشعر بأنها قدمت شىء عظيم في خدمة ابنها وأن هذا أفضل من تقديم وتوفير الأموال له أو مستلزمات الراحة له في حياته في العالم ، لم تتكل هذه الأم على أي شخص أخر يقود ابنها للمسيح بل قامت هي بذلك نعم لقد شعرت الأم بالأنتصار أنقذت ابنها من هذا العالم الشرير ولقد نال الولادة الجديدة ، لم تعد الأم تنزعج من اية حلم ولم تتوتر وتخاف من ترك ابنها في المدرسة او للسفر أو حتى الأبتعاد عنها.
هل أنت مرتاح البال تجاه أبنك أو أبنتك في تركهم في مدارسهم ؟ أو في سفرهم ، هل تتكل على أن ابنك او بنتك قوي ويستطيع أن يدافع عن نفسه ولا أحد يستطيع أن يغلبه فهو قوي الجسم لبق الحديث .... أن كل هذا ليست هي القوة على الأطلاق. إن سر القوة أن ينال أولادك الحياة الجديدة وأن يحبوا المسيح من كل قلبهم وتتغيير حياتهم بعمل نعمة المسيح فيهم.
صديقي وصديقتي
هل لك علاقة انت شخصيا مع المسيح؟
هل تعرفه وتقضي وقت معه وتهتم ان تقرا كلامه وتقضي وقت معه كل يوم؟
هل تخضع له وتشهد له امام اولادك؟
هل حياتك فعلا تشهد امام عائلتك انك ملك للمسيح في
كلامك وتصرفاتك وصدقك وامانتك
وطهارتك؟
لا يكفي ان تعلم اهل بيتك بالكلام فقط بل يجب ان تحيا ما تتحدثه
ولا تتصور انك يمكن ان تحب الله واسرتك
وانت تهمل دورك في قيادتهم للرب
إن أي ميراث او ثروة نتركها لاولادنا
واي علم يحصلون عليه او مركز رفيع او عمل
لا قيمة له إن لم يكونوا اولاد وبنات لله
وقد كتبت اسماؤهم في سفر الحياة
وهم يتقون الرب في كل قراراتهم
ان الذهب الذي يقبضه اولادنا يصبح ترابا
ان لم يهابوا الله وعاشوا في تقواه
ان التراب في قبضة اولادنا يصبح ذهبا
ان احبوا الله من قلبهم وعاشوا له
هل تأت اليه اليوم؟
اتصل بنا فنحن ننتظرأن نقدم لك العون.
لا تقل أن اولادك وبناتك ما زالوا صغار و أنهم لن يدركوا معنى الخلاص وقبول المسيح، احذر من أن تؤجل ......
