هل المرأة خنزيرة في المسيحية؟

خِزَامَةُ ذَهَبٍ فِي فِنْطِيسَةِ خِنْزِيرَةٍ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ الْعَدِيمَةُ الْعَقْلِ. العقل و الحكمة هى من عند الله...ليس هذا ذنب المرأة التى حرمت منها فهى ليس لها دخل فى هذا مطلقا !!!! فهل كاتب السفر يعترض على قضاء الله ام يرى ان الرب قد أخطأ حينما منح الجمال لبعض النساء الغير حكيمات؟؟؟؟ 

سفر الأمثال 11:22 خِزَامَةُ ذَهَبٍ فِي فِنْطِيسَةِ خِنْزِيرَةٍ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ الْعَدِيمَةُ الْعَقْلِ.

العقل و الحكمة هى من عند الله...ليس هذا ذنب المرأة التى حرمت منها فهى ليس لها دخل فى هذا مطلقا!!!!

فهل كاتب السفر يعترض على قضاء الله ام يرى ان الرب قد أخطأ حينما منح الجمال لبعض النساء الغير حكيمات؟؟؟؟

الرد : اولا طريقة تفسير سفر الأمثال :

سفر الأمثال عبارة عن مجموعة من الحِكم مثل " الأمثال الشعبية" مع الإحتفاظ بالمستوى الإلهي للأمثال الإلهية بالطبع. فهي عبارة عن حِكم يسوقها لنا الروح القدس لتوضيح فكرة معينة. وتتعدد فيها الأساليب المستخدمة :

1-     أسلوب التشبيه : وأركان الشبه هي ( مشبه به- مشبه- وجه الشبه-أداة التشبيه). وفي هذه الحالة لا يكون المشبه به مطابق للمشبه بل التشابه في وجه معين وليس في كل الأوجه.

2-     الأمثلة الواقعية : مثل استخدام بعض المعارف في توجيه نظر السامعين إلى الحكمة المرجوة. مثل " اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيماً. " أمثال 6: 6-11. ثم يعدد الأشياء التي يرغب في أن ينظر إليها الكسلان في حياة النملة. ومن ثم ينتقل إلى التطبيق العملي في حياة الكسلان.

3-     الصور الرمزية : مثل استخدام الأفعال والتعابير البشرية للرمز إلى شئ مجرد. مثل الأوصاف التي يطلقها على الحكمة. " أَلَعَلَّ الْحِكْمَةَ لاَ تُنَادِي وَالْفَهْمَ أَلاَ يُعْطِي صَوْتَهُ؟" أمثال 1:8. والهدف منها الحث والتشجيع على طلب الحكمة موضحاً صفاتها في صيغة رمزية جميلة.

لذلك فإن كل آية في سفر الأمثال علينا أن نتحرى الدقة في تفسيرها.

فهل المقصود هو التشبيه ؟

هل هذه الآية ترمز لشئ ما ؟

هل هناك نوع من المعرفة يجب علينا أن نتمثل به ونطبقه في حياتنا ؟

ثانيا الآية محل النقاش

أمثال 22:11 خِزَامَةُ ذَهَبٍ فِي فِنْطِيسَةِ خِنْزِيرَةٍ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ الْعَدِيمَةُ الْعَقْلِ.

بالطبع قراءة الآية من وجهة نظر تحمل دوافع ضد كلمة الله يجعل العين ترى هذا الأمر . لكن هل هذا صحيح ؟

الآية محل النقاش هي من النوع " التشبيه" ويمكن تحليل هذا الأسلوب كالتالي :

1-     المشبه: المرأة الجميلة ( جمال المرأة على نحو أدق)

2-     المشبه به : خزامة ذهب

3-     وجه الشبه : عديمة العقل

إذن فإن الكتاب يُشبه المرأة بالذهب وليس بالخنزيرة.

• من الممكن أن ترجمة فانديك ليست واضحة. لذلك يمكن إستخدام الآية من ترجمات أخرى :

(ALAB)المرأة الجميلة المجردة من الحكمة كخزامة من ذهب في أنف خنزيرة.

(GNA)جمال امرأة لا خير فيها، خاتم من ذهب في أنف خنزيرة.

(JAB)المرأة الجميلة العارية من الفهم حلقة من ذهب في أنف خنزير.

(ASB)جمال امرأة غير عاقلة، هو خاتم من ذهب في أنف خنزيرة.

(ASV) As a ring of gold in a swine's snout, So is a fair woman that is without discretion.

(BBE) Like a ring of gold in the nose of a pig, is a beautiful woman who has no sense.

إذن الآية واضحة جدا بأن التشبيه هو بين المرأة وبين حلقة الذهب وليس بين المرأة والخنزيرة.

ثالثاً العقل الذي بدونه هذه المرأة الجميلة:

كتب المعترض : كيف يعاقب الله على شئ هو خلقه في المرأة ؟

والاجابة :

هذا الكلام لا ينم على دراسة للنص بل مجرد شخص يرغب في إضلال الناس الذين يصدقونه دون أدنى بحث يُذكر. وسأتحدث هنا بالأخص على كلمة " العقل"

" العقل " في العبرية في هذه الآية هي كالتالي :

טעם

ومعناها بحسب قاموس سترونج كالتالي :

From H2938; properly a taste, that is, (figuratively) perception; by implication intelligence; transitively a mandate: - advice, behaviour, decree, discretion, judgment, reason, taste, understanding.

وترجمة المعاني لهذه الكلمة بالعبرية كالتالي :

المشورة، والسلوك، يصدر حكماً، تعقل، والحكم، منطق، والذوق، والفهم.

إذن الكلمة لا تعني أبداً " العقل" كعضو مادي في جسم المرأة بل إلى قدرة المرأة على الحكم والمشورة والسلوك والفهم والذوق. وهذه كلها مكتسبات يكتسبها المرء من الحياة وليس أمر فطري يُخلق الإنسان عليه.

وفي كل الكتاب المقدس ( ترجمة الملك جيمس) تم إستخدام هذه الكلمة 13 مرة فقط وهي كالتالي :

Total KJV Occurrences: 13

taste, 5

Exo_16:31, Num_11:8 (2), Job_6:6, Jer_48:11

behaviour, 2

1Sa_21:13, Psa_34:1

advice, 1

1Sa_25:33 

decree, 1

Jon_3:7 

discretion, 1

Pro_11:22 

judgment, 1

Psa_119:66 

reason, 1

Pro_26:16 

understanding, 1

Job_12:20 

وفي سفر الأمثال تم إستخدامها كالتالي : Discretion

وهي تعني : تمييز- رشد-الإدراك

Reason  وهي تعني: رُشد- العقل ( التفكير)

وجميع هذه الكلمات لا تعني أبدا " العقل" كجزء مادي في جسم الإنسان. ولا تعني الفطرة التي خلقنا الله عليها. بل تعني أمور يتم إكتسابها بالخبرة والتعلم.

رابعاً القرينة الكتابية :

نفس هذه الكلمة تم إستخدامها في هذه الآية في نفس سفر الأمثال :

أمثال 16:26 اَلْكَسْلاَنُ أَوْفَرُ حِكْمَةً فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ مِنَ السَّبْعَةِ الْمُجِيبِينَ بِعَقْلٍ.

فالآية هنا تتحدث عن " الكسلان الذي هو في عيني نفسه أحكم من سبعة أشخاص يجيبون بحكمة"

فالقرينة الكتابية تتحدث عن حكمة وتمييز. وهذه الأمور لا يرثها الإنسان ولا يُخلق عليها بل يتعلمها ويكتسبها بالخبرة والتدريب.

أخيراً معنى المثل :

أمثال 22:11 خِزَامَةُ ذَهَبٍ فِي فِنْطِيسَةِ خِنْزِيرَةٍ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ الْعَدِيمَةُ الْعَقْلِ.

كما أنه لا قيمة للذهب عندما يوضع في أنف خنزيرة كذلك جمال المرأة ليس له قيمة بدون الحكمة والرأي الصائب. فجمالها مثل الذهب ولكن يظل بدون قيمة عندما يكون بلا حكمة.

والسؤال هنا : كيف تكون المرأة بلا حكمة ؟

والإجابة واردة في نفس سفر الأمثال وهي كالتالي :

أمثال 10:9 بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ وَمَعْرِفَةُ الْقُدُّوسِ فَهْمٌ.

إذن الكتاب المقدس يخبرنا بأن الحكمة هي " مخافة الرب" ليس المقصود منها " الخوف من الرب" ولكنها تعني ببساطة

وإختصار : إحترام إرادة الله و حفظ وصاياه " مزمور7:19 شَهَادَاتُ( فرائض) الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً." وتقديم

الله أولاً دائماً في الحياة على كل شئ.

بمعنى أن الحكمة والعقل هي في الإرتباط بالله لأنه هو مصدر الحكمة " يعقوب 15:1 وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ." وهو مصدر سماوي لذلك فإن حكمته سماوية ولها صفات عظيمة " يعقوب 17:3 وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ."

لذلك مدح الكتاب المقدس المرأة التي تتقي الله ( الشئ المكتسب) ولم يمدح الجمال ( الشئ الموروث) : اَلْحُسْنُ غِشٌّ وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمُتَّقِيَةُ الرَّبَّ فَهِيَ تُمْدَحُ. ( أمثال 30:31)

ختاماً

فإن الكتاب المقدس يعلن أن المسيح هو : الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. ( كولوسي 3:2) فهل أنت تحتاج إلى الحكمة السماوية ؟ تعالى إلى المسيح ستجد فيه كل الحكمة التي تنقصك. ستعرف كيف تنفذ وصايا الله. وستعرف إمتيازاتك وحقوقك وواجباتك. فهو حكمة الله .

بقلم: اميل منصور

عزيزي القارئ

المرأة في المسيحية إنسان كامل

تتساوى مع الرجل وليست دونه

لم يخلقها الله ناقصة عقل

بل هي حرة وعاقلة وكاملة

لكن المعرفة الحقيقية

هي في معرفة يسوع المسيح

فإن كنت ترغب في معرفته

يمكنك أن تطلب منه ذلك

ونحن يسعدنا أن نساعدك

فقد تواصل معنا على

Noor@lfan.com