آية يونان وإشراق شمس التوحيد

29ابريل

آية يونان وإشراق شمس التوحيد

آية يونان وإشراق شمس التوحيد

د. فريز صموئيل

 

كتب د. عبد الرحمن جيرة: "لقد جاء الكتبة والفريسيون إلى المسيح يطلبون آية، فما قدمها لهم بل أخبرهم بموعدها، وحدد لهم الزمن الذي ستظهر فيه "فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان" (متى 12: 39- 40). فأي مثل أوضح من هذا، فكما غاب يونان في بطن الحوت، يغيب أتباع المسيح الموحدين في  ظلمات التثليث، وسيغيب هؤلاء في جوف الإمبراطورية الرومانية، ثلاثة أيام عامرة بالتوحيد، وثلاث ليال ظلمات بالشرك، ولكن الرهبان البنديكتون ظنوها بشارة بصلب الله والليلتين ثلاثة، فالمسيح الذي دفن ليلة السبت لم يوجد في قبره صبيحة الأحد. يظنوا أنه أمضى ثلاثة أيام وثلاث ليال .. إن طلبهم كان لآية مختلفة عن جنس ما يشاهدون، آية يرونها رؤي البصر والبصيرة وقتما شاءوا، فالمعجزات الحسية لم تعد تروق لهم، إنها تستغرق لحظات وبعدها يختلف الناس، هل عاشوها حقيقة، أم سحر ساحر، فقال لهم: إن هذا الجيل لن يُعطى هذه الآية، وإنما سيأتي بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال أناس يحظون بما تتمنون الآن عندما يُبعث ابن الإنسان يبكت على خطيئة الإشراك بالله. فكما حُبس يونان في بطن الحوت فسوف تحبس دعوة المسيح وأتباعه تحت سلطان قيصر في بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا، فإذا انقضت الأيام والليالي الثلاث، فإذا بهم من بطن الحوت الكبير يخرجون معلنين أن لا إله إلا الله، ولا شك أن ابن الإنسان الذي بشر به المسيح هو رسول الله محمد .. لقد مضت الأيام الثلاثة حين غربت شمس الموحدين في مجمع نيقية سنة 325 م. وها هي الليالي الثلاث التي بدأت واشتد ظلامها بمجمع القسطنطينية (318م). ونحن الآن في عام 583 م نتساءل بحيرة مرة أخرى،متى ستشرق شمس التوحيد من جديد؟ من المؤكد أن محمداً قد وُلد الآن لم يبق على ظهوره سوى جزء يسير من ليل طال ظلامه" (الرد على القس بوش في كتابه "محمد مؤسس الدين الإسلامي، ومؤسس إمبراطورية المسلمين" ط2 2006، ص 97 – 100).

    التعليق

    في سطور قليلة نرى كثيراً من الادعاءات التي نوجز الرد عليها في هذا المقال:

    1. في هذا الفصل الكتابي (مت 12) نرى عدة أحداث، التلاميذ يقطفون سنابل القمح ويأكلون، وهذا في تقليد اليهود يُعتبر حصاد أي أنهم كسروا وصية السبت (مت 12: 1- 2). ثم يقوم المسيح بشفاء يد يابسة (مت 12: 9- 13)، ثم يخرج المسيح روحاً شريراً من شخص أعمى وأخرس" (مت 23: 22 و 23). وعندما تذمر الفريسيون قال لهم: إن ابن الانسان هو رب السبت (مت 12: 8)، وأنه يحل فعل الخير في يوم السبت (مت 12: 2) وأنه بروح الله يخرج الشياطين (مت 12: 18)، ثم يعلن لهم أنه هو المسيا المنتظر الذي فيه يتم ما قاله النبي إشعياء (إش 42: 1- 4). وهنايعلن يسوع لليهود أن كل آمال وانتظارات اليهود قد تمت فيه، ولكن اليهود ونتيجة للظروف السياسية التي يمرون فيها، حيث الاحتلال الروماني، فسروا النبوات التي جاءت عن المسيا تفسيراً خاطئاً، فهم ينتظرون مسيا سياسي، فعدوهم ليس الشيطان، بل الإمبراطورية الرومانية، والمسيح هنا في إعلان يتحداهم أن يتخذوا قرارهم تجاهه. إما أن يؤمنوا به أو يرفضوه. وهروبا من اتخاذ القرار سألوه أن يريهم آية من السماء (مت 12: 38) تؤكد أنه هو المسيا وأن ما يقوم به من معجزات هو من الله، وطلب آية هنا معناه أنهم يشكون في شخصه وأعماله، وقد قال لهم المسيح في موضع آخر "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه" (يو 10: 37 و 38).

    وقال لهم: "جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تُعطى له إلا آية يونان النبي"(مت 12: 39) فالمسيح هنا لم يرفض طلبهم، وأعلن أن الآية التي يعطيها لهم على صحة دعواه هي آية يونان النبي، أي أنه سيخوض تجربة ستكون آية تدل على إرساليته الإلهية، وأنه هو المسيا المنتظر وهي قيامته من الموت بعد ثلاثة أيام، ويقارن بين الأمم الذين استجابوا لرسالة يونان وهذا الجيل اليهودي المتشكك الذي يرفض رسالة المسيح. وليس من المنطقي – كما يدعي د. عبد الرحمن أن يطلب الجيل المعاصر ليسوع المسيح آية على أنه هو المسيح المنتظر، فيقول لهم إن هذا الجيل لن يُعطى هذه الآية، ويخبرهم أن هناك آية وموعدها بعد 600 سنة، فهل سيعيشون 600 سنة حتى يروا هذه الآية حتى يؤمنوا أن يسوع الناصري، هو المسيا المنتظر وإن لم يعيشوا حتى ذلك الوقت، فما فائدة هذه الآية بالنسبة لهم؟

    2. ما هو التفسير الصحيح لآية يونان؟

    إن ما يقصده المسيح هنا: إنه كما كان يونان آية لأهل نينوى، عندما أخبرهم بعصيانه لله، وهروبه، وإلقائه في البحر، ووجوده في جوف الحوت، ثم نجاته ومجيئه إليهم برسالة تحذير من الله، هكذا يكون المسيح نفسه آية لهذا الجيل يحمل لهم رسالة الله، لأنه هو المسيح المنتظر الذي تنبأت عنه نبوات العهد القديم، وأنه سيصلب ويموت ويدفن ثم يقوم ويصعد إلى السماء.
أما بخصوص الثلاثة أيام والثلاث ليالي، فبحسب النظام اليهودي والنظام المتبع حتى اليوم إن الجزء من اليوم يُحسب يوماً كاملاً، والمسيح مكث في القبر جزء من يوم الجمعة ويوم السبت، وجزء من يوم الأحد، وهذه الفترة تُحسب شرعاً ثلاثة أيام وثلاث ليال، رغم أن المسيح لم يمكث في القبر إلا حوالي أربعين ساعة، ونجد في الكتاب المقدس أمثلة توضح ذلك (مثل تك 42: 17- 20، 1صم 20: 12- 13، أستير 4: 16 و 5: 1).

   ولست أدري لماذا الكيل بمكيالين، فهو عندما يفسر هذه النبوة يفسرها كما يلي:

    الأيام الثلاثة هي التي أشرقت فيها شمس التوحيد، وذلك حتى سنة 325 م، وإذا كان اليوم = 100 سنة (ولست أدري على أي أساس كتابي يرى سيادته أن اليوم = 100 سنة) فهمنا ثلاثة أيام وربع. والثلاث ليالي هي التي غربت فيها شمس التوحيد وآمن المسيحيون بالثالوث وذلك اعتبار من سنة 325 حتى سنة 583 م، وهذه الفترة تساوي 258 سنة، أي ليلتين ونصف. فعلى حسابه كيف 325 سنة = 285 سنة.

    3. هل المسيحيون غير موحدين، وهل الثالوث فيه غروب لشمس التوحيد؟

    نعم لقد كان المسيحيون قبل مجمع نيقية المنعقد سنة 325 م موحدين، ومازالوا حتى اليوم موحدين، ويستطيعوا أن يقولوا وبكل صدق "لا إله إلا الله" وبهذا يشهد ما جاء في كتابهم المقدس مثل: "فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل الرب إلهنا رب واحد" (مر12: 29)، "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (مت 4: 10)، "أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل" (يع 2: 19) .. إلخ)

    بل إن مجمع نيقية – الذي يدعون أنه فيه أدخلت عقيدة الثالوث – هو الذي صدر عنه قانون الإيمان الذي يبدأ بالقول: "بالحقيقة نؤمن بإله واحد ..".

    - إن الثالوث الذي نؤمن به كما هو معلن في الكتاب المقدس (مت 3، مت 17، مت 28: 19، 2كو13: 14، يه 20 و 21) لا يعني التعدد، ولكن إله واحد.

    إن الثالوث يحل كثير من مشاكل التوحيد، وهو نور قد أضاء وأوضح الوحدانية الجامعة المانعة في الذات الإلهية. ولسنا في حاجة أن تشرق شمس التوحيد من جديد لأنها لم تغرب ولن تغرب.

    4. من هو ابن الإنسان؟

    ابن الإنسان واحد من ألقاب المسيح، جاء هذا اللقب في العهد الجديد خمسا وثمانين مرة، ثلاثا وثمانين على فم المسيح يصف بها نفسه.

    ومصدر هذا اللقب هو ما جاء في سفر دانيال النبي. كنت أرى في رؤيا الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة" (دا 7: 13 و 14)

    وعندما ندرس ما جاء في إنجيل لوقا نجد:

    - ابن الإنسان هو رب السبت (لو 6: 5)، وابن الإنسان يغفر الخطايا (لو 5: 24، لو 7: 47)، وابن الإنسان يحي الموتى (لو 7: 14)، وابن الإنسان يعلم الغيب (لو 9: 47، 11: 27)، وابن الإنسان يعطي تلاميذه السلطان على إخراج الشياطين وشفاء المرضى (لو 9: 1)، وابن الإنسان هو الديان (لو 19: 22- 27)، وابن الإنسان سوف يأتي ثانية (لو 21: 27).

    إذاً، ابن الإنسان هو المسيح، وهذا اللقب يؤكد إنسانية ولاهوت المسيح وقد شهد عن هذه الحقيقة كثير من الكتّاب المعاصرين.

    - إن كلمة ابن الإنسان التي ترد على لسان السيد المسيح تحمل في مضمونها المعنى الذي يراد من كلمة الله (مت 13: 41، مت 19: 28).

    ابن الإنسان – حسب المعتقد المسيحي – هو السيد المسيح .. أو هو الله الذي تجسد في المسيح (الأستاذ عبد الكريم الخطيب، في كتابه "قضية الإلوهية") ج 2، ص 259 و 1355

    - "أما الصفة التي ثبتت له عليه السلام في طوية ضميره، فقد تكررت في كلامه عن نفسه على صور شتى، فهو نور العالم وخبز الحياة، والكرمة الحقيقة، وهو ابن الله، وابن الانسان ..." (الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه "حياة المسيح" ص 184

    وأختم بما كتبه الأستاذ خالد محمد خالد:

    "فوق أرض فلسطين، شهد التاريخ يوماً إنساناً شامخ النفس مستقيم الضمير بلغ الإنسان في تقديره الغاية التي جعلته أن ينعت نفسه بـ "ابن الإنسان" وابن الإنسان هذا، ذو التعبيرالإلهي، تتركنا كلماته ويتركنا سلوكه ندرك إدراكا وثيقا الغرض العظيم الذي كابد تحقيقه، ألا وهو: إنهاض الإنسان إزهار الحياة، وفيما وراء هذا نلتقي بالمسيح ينعت نفسه كثيرا بأنه "ابن الإنسان" بيد أن "ابن الإنسان" هذا لم يعرف فؤاده الذكي أية تخوم فاصلة بين الآب والرب، لقد تخطى حدود النسب الأرضي وجاوزها جميعاً ..

    هذا هو ابن الإنسان الذي نعت الله بأنه هو أبوه..

    لأن القبس الإلهي المعطى لكل إنسان قد نما في المسيح وتفوق وانتشر حتى ملأ وجوده كله، ولم يعد يبصر في ضيائه الباهر سواه .." (معاً على الطريق ... محمد والمسيح، ط4، ص 6 و 55 و 56)

    الخلاصة

    آية يونان هي الآية التي أعطاها المسيح لليهود المعاصرين له ليؤكد لهم أنه هو مسيح النبوات، وأنه لا علاقة لها بأي شخص آخر سواه، وأنه هو ابن الإنسان. الله الظاهر في الجسد.

 

منقول عن جريدة الطريق والحق

http://www.eltareeq.com/tareeq2010/pg_editorpage_id_r.aspx?ArID=6607

 

 

عزيزي القارئ

طلب اليهود آية من المسيح لكي يؤمنوا

فكانت الآية هي موته وقيامته

تعثر اليهود في صلب المسيح

لم يفهموا ولم يقبلوا محبة الله لهم

الصليب هو علامة الحب الشديد

فلماذا الى الآن لا تقبل محبة الله لك؟

لم يتخلى عنك رغم انك تستحق الجحيم

فضل ان يتحمل هذا الموت بدلاً عنك

فهل تأتي اليه؟

إن إحتجت اي مساعدة

اكتب على هذا البريد

noor@lfan.com

 

تواصل معنا

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

 

أخر التغريدات

تجدنا في الفيسبوك

lfan footer logo

   spacer

  

Light For All Nations
P. O. Box 30033
RPO Upper James
Hamilton ON L9B 0E4
Canada
   spacer

Tel  1-905-335-0700
Fax  1-905-335-0068
   spacer

  

Lfan@Lfan.com
   spacer
للمشورة والصلاة

بالبريد الالكتروني noor@Lfan.com

واتس اب وفايبر
WhatsApp & Viber
1-905-281-4428

من كندا 1-905-335-1534
1-800-280-3288

من امريكا 1-301-551-7642
1-800-280-3288

من مصر 0122-026-6607

من المغرب 067-960-0709

من الجزائر 055-460-2031

من استراليا 612-800-557-45

من فرنسا 1-76-64-12-95

من انجلترا 2-03002-5921