مياه باردة
يُشبه سليمان الحكيم الخبر الطيب الذي يأتي من أرض بعيده بالمياه الباردة للنفس العطشانة بالنسبة لما يُحدثه في النفس من انشراح و شعور بالبهجة و الفرح. فكما أن المياه الباردة تُروى النفس العطشانة، و تبعد عنها شبح الموت، و تُعيد لها الأمل في الحياة، هكذا الخبر الطيب الذي يأتي من أرض بعيدة، إنه يبدد المخاوف، و يطرد القلق و الاضطراب، و يملأ النفس ثقة و طمأنينة.
و تشتمل هذه الآية على أربع كلمات: نفس عطشانة، مياه باردة، أرض بعيدة، خبر طيب. دعونا نتأمل في هذه الكلمات باختصار.
هناك سببان للعطش: السبب الأول هو الحرمان من الماء، فأي شخص يمتنع عن تناول الماء لابد و أن يشعر بالعطش. و السبب الثاني هو تناول ماء معطش كالماء المالح مثلا، فمن خصائص هذا النوع من الماء أن مَنْ يشرب منه يشعر بظمأ شديد يدفعه بالرغم عنه إلى تناول المزيد منه، و هذا بدوره يزيد من عطشه فيتناول منه مرة أخرى، و هكذا، حتى يلاقى حتفه أسرع مما لو لم يتناول ماءً على الإطلاق.
المؤلف : دكتور ماهر فهمى
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********